من مقال بعنوان "مواقف"
للكاتب الكبير/ أنيس منصور
كاتب كبير فوجيء بطالبة صغيرة تقول له: تتجوزني عرفي.. ولم تضحك.. ولكنه هو الذي ضحك.. هي جادة.. وهو ظنها نكتة.. وطلب إليها أن تشرح معني هذه الجرأة. وبدلا من أن تقول وجهة نظرها قالت: إن الكاتب الكبير فلان متزوج عرفيا والكاتبة فلانة أيضا, ويقال إن فلانا وفلانة.. وذكرت عددا كثيرا من الأسماء. وقد تكون صحيحة وإن كان من الصعب التحقق من ذلك.
والمعني أن الزواج ليس حدثا سعيدا والطلاق ليس كارثة.. ولم تعد الفتاة تنظر إلي فارق السن بينها وبين الرجل.. فهي تتزوجه عرفيا يشتري لها فساتينها أو سيارة أو شقة.. ولا من شاف ولا من دري.
ولكن لماذا؟.. للأسباب العادية المعروفة.. ولأسباب أخري وهي أن الزوج ليس عنده وقت.. وليس عنده استعداد لأن يتخانق كل يوم.. والزوجة العاملة ليست مقطوعة من شجرة تنتظر منه أن يلقي لها اللقمة إلي جوار الحائط, فهي أيضا تستطيع أن تعتمد علي نفسها وتعيش.
ثم إن الزواج مسئولية.. أو كان مسئولية.. أما الآن فلا, فلم يعد الرجل حريصا إذا تم الطلاق علي أن يحتضن أولاده.. وبذلك فقدت المرأة سلاحا هاما هو أن تدوخ الأب المحب لأولاده, وكذلك فقد هو أن يعذبها بالاستيلاء علي الأولاد. كل ذلك تغير لا في مصر بل في العالم أيضا.
وكما أن الفتاة العذراء نادرة في أوروبا وأمريكا, فكذلك المرأة المتزوجة.. وانما المطلقة هي العادية أو التي قررت أن تعيش مع زوجها السابق, ولكن بلا عقد. كل هذه النوعيات متوافرة الأن .. يبقي أن نتساءل.. لماذا؟